الحمار في سباق الأحصنة
الذي يستمع لتصريحات رؤوساء الأحزاب الجزائرية وهم يطالبون بضرورة إقصاء المنتمين للطرف الآخر من الترشح لأي استحقاق بحجة أنه يخالف الشعب في الانتماء الإيديولوجي يتأكد بأن الطبقة السياسية في الجزائر تؤمن بديمقراطية غير تلك التي تعرفها باقي الأمم، وغير الديمقراطية التي يحلم بها الشعب الجزائري ويحلم بممارستها عبر الصندوق، حيث لو تجسدت على أرض الواقع أطروحة الرافضين للآخر بحجة أنه يخالفهم إيديولوجيا فمن دون شك فلن نجد مستقبلا الذي يترشح لأننا في الجزائر لسنا على دين رجل واحد سياسيا، كما أن الوطن بحاجة لجميع الذين يحبونه ولو اختلفوا في طريقة تعبيرهم عن الحب. فالذي يطالب بإسقاط حقوق مدنية على المواطنين من دون شك أنه يمارس الوصاية على الشعب باسم الديمقراطية ويسعى إلى حرمان الأمة من كفاءات ذنبها الوحيد أنها تحمل أيديولوجية مخالفة لقناعات رئيس حزب معين وهذا ما ينافي الديمقراطية التي تتغنى بها الأحزاب التي من المفروض أنها جاءت لتمنح للشعب الجزائري فرصة ممارسة حب الوطن وخدمته بطرق مختلفة، ويبدو أن حقيقة دعوة بعض الأحزاب إلى إقصاء الآخر بحجة الاختلاف الإيديولوجي هي الخوف من الآخر وإن كانت معلبة بالخوف على الشعب، والأحزاب التي تؤمن بهذا الطرح كأنها تسعى للفوز في الاستحقاقات على طريقة الذي يقحم حمارا في سباق الأحصنة ويريد الفوز وبدلا من أن يبحث عن حصان قادر على المقارعة في المضمار يطالب باستبدال الأحصنة بحمير حتى يتساوى الجميع على طريقة نلعب وإلا نحرم.